اذا موقع صالح سليم؟
نعلم جميعا أن صالح سليم لم يكن يحب الأضواء و لا الظهور في أجهزة الإعلام أي انه و بالعربي الفصيح لم يكن يسعى لها.
مع ذلك فان صالح سليم قد ظهر رغما عنه في الأضواء و في وسائل الإعلام بكميات فاقت غيره من الذين كانوا يسعون إليها.
فصالح سليم كانت له جاذبية ذات قوة لا يستطيع أي إنسان مقاومتها و الخروج عن نطاقها مهما حاول جاهدا
فرجال الإعلام النبهاء كانوا يعلمون أن الجمهور لم يكن يرضى أن تمر أيام دون أن يقرأ عن صالح أو يرى صور له هنا أو هناك. و هذا كان قدر صالح.
لقد أحب الشعب المصري و لا أبالغ إذا قلت أن الشعب المصري كله أحب صالح سليم ليس لأنه كان لاعب كرة فوق الممتاز أو لأنه كان مديرا للكرة ناجح و متفوق أو لأنه كان رئيسا لأكبر نادي و قاده إلى انتصارات متتالية على جميع الأندية الأخرى. و لكن الجمهور أحب صالح لأنه و جد فيه الشخص الأسطوري التي تتطلع إليه الشعوب من آن إلى آخر. فكان صالح يدافع عن الحق حتى لو عاد هذا بالضرر عليه.
و كان صالح عفيف النفس لم يستغل في أي ساعة شعبيته الطاغية للاستفادة بينما نعلم أن شعبية صالح كانت تفتح له جميع الأبواب. و كان صالح خجول و متواضع لا يتباهى و لا يتكبر، رغما عن كل هذه الشعبية التي يمتلكها في مصر و البلاد العربية كذلك لم يظلم صالح أي إنسان كان، و على العكس، كان يقف مع المظلوم و الضعيف مدافعا و محاميا.
و أهم ميزة في صالح أنه لم يكن يرضى على نفسه أن يتملق أحد مهما كان و تحت أي ظرف ثم أنه بعد وفاة صالح سليم حدث أن زرت موقع شبكة الانترنت أقامه بعض محبي النادي الأهلي و وجدت أن الموقع يصله كميات رهيبة من الرسائل و البرقيات من شباب مصر و سائر البلاد العربية ينعون صالح و يعزي بعضهم البعض رافضين تصديق فقدان المايسترو (كما كان يسميه محبيه) حتى إنه و صل الموقع آلاف الرسائل في مدة لا تزيد عن نصف يوم.
لكل هذه الأسباب لا بد من أن يكون هناك موقع عن صالح سليم حتى يستطيع هؤلاء الشباب و جميع محبي صالح مواصلة الود الذي ظنوا إنهم فقدوه و لكي يستمتعوا بما سوف يجدوه في هذا الموقع، فذكرى صالح سوف تظل معنا و لن تغيب أبدا.
و لا يغيب عني أنه كما أحب صالح الملايين فقد كرهه أقلية غير محسوبة و لا وزن لها و يسعدني أنهم إذا زاروا هذا الموقع سوف يموتوا بغيظهم.
إن عائلة صالح سليم المتمثلة في زوجته و ولديه خالد و هشام سليم لم يكن يقبلوا أن يتم عمل هذا الموقع إن لم أكن طلبت من صالح شخصيا قبل توديعه الحياة بمدة قصيرة أن أبني له موقع على شبكة الانترنت، و كان صالح لا يرفض لي طلب، فكنت الوحيد منذ عشرات السنين الذي قبل صالح أن اكتب عنه كتاب و هو كتاب "كرة صالح سليم" . و مع ذلك تردد صالح قليلا، ثم وافق.
وافق صالح على الموقع إلا أنه طلب أن أشرك خالد سليم نجله في هذا العمل و صالح يعلم أن خالد بارع في أمور الحاسبات الآلية و يعمل عليها بتفوق و عشق كبيرين. و طلبت من خالد و وافق أيضا لكن الزمن لم يمهلنا و توالت الأحداث و كان أمر الله، حيث توفي صالح سليم ألف رحمة عليه. بعد مرور سنة عدت أذكر خالد بموضوع الموقع و كان يوافقني و يقول لي نبدأ الشهر القادم، و هكذا حتى أتضح لي أن خالد يتجنب البدء في عمل موقع عن والده لأن الخوض في تاريخ صالح سليم يسبب له معاناة و حزن شديدين، أتضح لي ذلك عندما بدأت في تجميع بعض الصور و المقالات و الأحاديث الخاصة بصالح سليم التي سوف نحتاجها في بناء الموقع المطلوب، حيث شعرت فعلا بالحزن و المعاناة فعذرت خالد سليم، و استأذنته في الخوض و حدي في هذا العمل و وافق مبدئيا